رسالتي إلى زوجتي الشهيدة

رسالتي إلى زوجتي الشهيدة :
حبيبتي وزوجتي الحنون لقد ماتت الحروف في حنجرتي برحيلك ولا أجد بلغات العالم حرفا يواسيني .. وكأنني لم أتعلم الأبجدية من قبل ولم أتكلم لغتي العربية منذ ولدت … تتضارب الذكريات والآهات في رأسي ولا أستطيع التعبير عن ألمي ….
غاليتي ورفيقة دربي كنت دائما عندما تسمعين بالمجازر وأعداد الشهداء المتزايدة تنظرين إلى وجهي بابتسامة ملتحمة مع دمعة عينيك وتقولين ( ربي يخليلي ياك

ومايحرمني منك .. إذا صرلك شي ياعمري بموت ) وكنت أتساءل دائما لماذا ترددين هذه العبارات مؤخرا .. ولم أكن لأتوقع أنك تنوين أنت الرحيل لتتركيني أنا لموت فراقك … وحنيني لتفاصيلك الصغيرة التي ملأت حياتنا سعادة ورضا …
حبيبتي كيف لي أن أسرق من الحياة مجددا صباحا يبدأ بوجهك الحنون ورائحة قهوتك … جاءت تلك القذيفة لتحرمني منك يا قرة عيني وتجبرني على النهوض من سريري مكسورا حزينا وحيدا … وأنا أعلم أني ودعتك وداعا لا يتبعه لقاء ….
أين هي أناملك الطاهرة لتمرريها على وجهي وتلغي من ذاكرتي كل التعب والهموم كما اعتدت أن تفعلي عندما تلاحقني أعباء الحياة …. كيف لي بإجابة عطوفة لأولادنا عندما يسألونني عنك يا ملكة هذا المنزل … هل من إجابة تلملم شعثهم وتجبر خاطرهم المكسور على فراق أمل حياتهم …
هذا حال عاشقك يا ياسمينة المعضمية الطاهرة … فليفرحوا وليرقصوا جميعهم على ألم أوتار قلبي الحزين أولئلك الذين وقفوا مع بشار اللعين … ولينهالو علينا بقصصهم وأفلامهم المزيفة عن الحب والإنسانية و الرومنسية والحنان … تبا لكم … فلستم سوى حثالة لدنيا زائلة ….
قصة عشقي لك يا زوجتي ستعلمهم معنى الحب الحقيقي …. وليعلموا جميعهم أنك رحلت وأنا عنك راض وسأنتظر لقاءك في جنات النعيم حيث العدل والسعادة الأبدية … ولن أرض بسواك يا أميرة قلبي زوجة في الجنة فانتظريني لتشفعي لي ونكون معا مرة أخرى ….
أحبك حبيبتي وأحب تراب المعضمية الذي سقي بقطرات من دمك البريء … وأعدك أن أناضل حتى أقتص من قتلتك أو أنال شرف الشهادة واللحاق بك … فانتظريني يا روح روحي …
هذا المنشور نشر في مقالات متنوعة. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق